إن تاريخ ظهور الإنسان لا يتطابق مع
تاريخ ظهور أفكاره، ظهوره على وجه الأرض
تحقق بمسافة زمنية بعيدة جدا على ظهور
أفكاره.تاريخ ظهور الأوسترالوأنتروب
الذي هو جد الإنسان الحالي يعود إلى أكثر
من أربعة مليون سنة أما بداية أفكاره
فإنها تعود إلى دلك اليوم الذي نجح فيه
هدا الكائن الحي تحقيق عملية تواصل مع
أمثاله عبر الفصح عن تجربته الذاتية.
تاريخ أفكار الإنسان تم تقليصه إلى أقصى
حد ممكن لينحصر تاريخ الأفكار في حدود
أقل من7000 سنة ولكم أن تبحثوا عن من كان
وراء هدا التقليص.
تاريخ الدماغ البشري
يقول Jean Pierre Changeux:« في الظروف الحالية
يفضل البعض عدم الأخذ في مجال الوظائف
البيولوجية للدماغ وفي علاقات هده
الوظائف بما هو مجتمعي. لقد انتشرت علوم
الإنسان لدرجة أنها أصبحت موضة.وانتشرت
معها العلوم المرتبطة بالدماغ البشري
لدرجة خلقت هده العلوم نوعا من الهلع وسط
العلوم الإنسانية. أصبح البعض يخاف من
الأسس البيولوجية لعملية التفكير لأن
هده الأسس ادا ما وضعت بين أيادي غير
نبيلة فأنها ستتحول إلى علم للسيطرة،
كما هنالك كذلك من يخاف من تناوله لهده
العلوم عن طريق القيام بنوع من التبسيط
فيوقظ بدلك نقاشا قديما حول المادة
والروح. لكن من بين كل ها ته التخوفات هي
النزعة التي تعتبر أي بحث في هدا المجال
يمس بالعقيدة و يصبح صاحبها من أهل
الجحيم »
قديما، اعتقد أرسطو وقبله المصريون
القدامى بأن الدماغ مكون من الماء
والتراب ووظيفته هو القيام بتبريد الجسم
للحفاظ على درجة الحرارة. عكس أرسطو، نجد
أفلاطون ومعه أبيقور تعاملا مع الدماغ
على أنه مركز التفكير ومعهم ظهرت نظرية
ما يسمى المركزية العصبية التي تم
الاعتقاد بها وقد ساهمت في التعرف أكثر
على المخ البشري. بعد قرون عدة من
الاعتقاد في هده النظرية، بدأت إلى
الظهور نظرية مغايرة هي نظرية ما يسمى
بنظرية لا مادية الروح L’immatérialité de l’âme
وقد عملت هده النظرية من تعطيل عملية
استكشاف الإنسان لدماغه.
خلال القرن العشرون، مع التطور العلمي
الهائل لتقنيات الاستكشاف، تم تأكيد
النظرة الأفلاطونية للدماغ البشري. تطور
تقنيات الاستكشاف بدأت مع القرن السابع
عشر حيث قام الإنجليزي Willis d’oxford
باستكشاف الثنايا الدماغية الموجودة
تحت القشرة الدماغية. مع بداية القرن
التاسع عشر، بدأ الحديث من جديد عن
المناطق الدماغية كمراكز عصبية متخصصة،
بدأ هدا مع ما يسمى la phrénologie لصاحبها Gall
الذي اعتبر هدا علما لدراسة القدرات
الذهنية والخصائص الفكرية انطلاقا من
شكل الجمجمة.حوالي سنة 1850أكد الإنجليزي
جاكسون بأن إصابة أحد المناطق الدماغية
المتخصصة لا يؤدي بالضرورة إلى الفقدان
هژںه¸–هœ°ه€: منتدى نور الدنيـا
http://www.noreldonia.com/vb/showthread.php?p=11305التام للوظيفة الدماغية. بالنسبة لهدا
العالم كما هو الشأن لأخر يدعى Head الذي
أعاد صياغة ملاحظات جاكسون:كلما كانت
الصيرورة معقدة وإرادية كلما كانت
المناطق الدماغية التي يتم توظيفها
متعددة. هده الملاحظة كانت ضربة قوية
لأولئك الدين كانوا يعتقدون باختصاص
المناطق الدماغية وانفرادها
بوظائف.بالنسبة لجاكسون كل خلل عصبي سوف
يؤدي بالضرورة إلى اختلال في سلسلة من
الخلايا المترابطة وليس إلى تدمير أحد
المراكز العصبية. المراكز العصبية تشتعل
كمناطق متعددة لدمج وظيفة محددة. الجديد
بالنسبة لهؤلاء العلماء لا يتعلق برفض
تحديد المناطق الدماغية المتخصصة ولكن
برفض القبول بسهولة التحديد. مع نهاية
القرن التاسع عشر ظهر إلى الوجود
مصطلحين هما مصطلح Les neuronesومصطلح Synapses.
المصطلح الأول تم استعماله من طرف
الألماني Waldeyer والمصطلح الثاني من طرف
الإنجليزي Sherrington
إن اكتشاف La synapse ووظائفها تساوي على
مستوى ما حققته من نتائج معرفية اكتشاف
الدرة أو الحامضDesoxyribonucleique
تاريخ استكشاف المخ
استكشاف المخ تم في البداية بواسطة
الأشعة السينية التي تم استعمالها لأول
مرة سنة 1895، صاحب اختراع الأشعة السينية
هو Roentgen. سنة 1929 ظهر الجهاز الكهربائي
المستكشف للدماغ L’électro-encéphalogramme، صاحب
هژںه¸–هœ°ه€: منتدى نور الدنيـا
http://www.noreldonia.com/vb/showthread.php?p=11305هدا الاكتشاف هو Hans Berger. بواسطة هدا
الجهاز المستكشف أصبح من الممكن التعرف
على ملايير من الخلايا العصبية.
بالإضافة إلى هدا الجهاز استطاع الكندي
W.Penfield باستكشاف القشرة الدماغية بواسطة
الصعقات الكهربائية الخفيفة les électrodes.
المخ مند حوالي 3000سنة
قام Edwin Smith سنة 1882 وهو تاجر وهاوي من هواة
جمع الأثريات بشراء أوراق من مدينة
أللكسور المصرية. بعد مرور 50سنة قام James
Breastedالذي يشغل مدير قسم الأثريات
المشرقية أنداك بتفكيك رموز محتويات هدا
الورق الأثري، فوجد آن هدا الورق الأثري
يحتوي على سبعة عشرة عمود تخص تشريح
الدماغ. كتابة هدا المخطوط التاريخي
والعلمي تعود إلى سبعة عشرة سنة قبل
الميلاد بحكم أن هدا المخطوط مدون
بواسطة الكتابة الهيريغلوفية. لكن أتضح
في ما بعد أن هدا المخطوط ليس إلا
استنساخا يدويا لنص أصلي يعود إلى حوالي
3000سنة. بداخل هدا المخطوط نجد لائحة
بثمانية وأربعون حالة إصابة بجروح تخص
الرأس والعنق وكل حالة يتم تقديمها بشكل
مفصل، دقيق وممنهج عن طريق توضيح: اسم
الحالة، فحصها، تشخيصها وعلاجها.
الحالة السادسة مثلا نجد فيها ما يلي:
إزاحة الجمجمة تكشف عن ظهور ثنايا
متشابهة لتلك التي تبدو في حالة ذوبان
النحاس. هده إشارة واضحة لثنايا الدماغ
البشري.
الحالة الثامنة تتحدث عن حالة وجود جرح
في الجمجمة. في هده الحالة تنتج الأعراض
التالية :
انحراف deviation des globes oculaires
المصاب يمشي وهو يجر رجله.
هده الملاحظة أثارت كاتب المخطوط لأنه
كرر أربعة مرات متتالية « هدا الجرح الذي
يوجد في الجمجمة » وكأنه بهذا التكرار
يريد أن يقول بان هدا الجرح هو خارج
المنطقة الحركية التي تتسبب في شلل
للأطراف.
الحالة اثنان وعشرون: ادا ما ناديت شخصا
ولاحظت أن ناضره مضغوط إلى الداخل فانه
لن يجيب لأنه فقد القدرة على الكلام.
الحالة واحد وثلاثون، في حالات تفكك
فقرات العنق المصاب لا يتحسس يديه
ورجليه، قضيبه منتصب، يتبول و يستمني
بدون أن يشعر بدلك.
يعتبر هدا المخطوط أول مخطوط يتطرق إلى
تحديد إصابات الدماغ وهدا الوصف هو نفس
الوصف المتداول حاليا.